لسنا نحن من إخترع كرة القدم ولسنا نحن من إخترع عادة تفنيش المدربين بعد أية نتيجة سئية لم تعجبنا ... ولكننا قد نكون من إخترع فكرة تهربنا نحن من المسؤولية وإلقائها على المدربين بدل أن نتشارك فيها معهم لهذا تجد ( تقليد ) تفنيش المدربين خلال البطولات والمنافسات وحتى مع أول مباراة يلعبونها معنا هي تقليد عربي صرف لم يسبقنا إليه أحد وأذكر أن هناك مدربين ( قيل إنهم للإنقاذ) تمت إقالتهم من أول مباراة لعبوها ....
أقول هذا الكلام وأنا أتابع نتائج العرب في تصفيات كأس العالم وأحصي كم مدرباً تم تفنيشهم قبل وأثناء المنافسات ....
تقريبا من العرب لم يسلم أحد سوى ماتشالله في البحرين ومصيره أصلاً كان على كف عفريت ...فالإمارات وقطر تشاركتا المصاب سوية فبعدما إستقال ميتسو من الإمارات بهزيمتين على أرضه هاهو سيتفنش من قطر بعد أربع هزائم متتالية بمعدل 3 اهداف في كل مباراة وهو الذي جاء بديلاً لمن قالوا إنه سيخضع لعمل جراحي وأقصد الأوروغوياني فوساتي فإذا به يخرج من غرفة الإنعاش إلى عدم الإنتعاش نهائياً لأن البعض رآى في ميتسو تذكرة العبور المضمونة إلى جنوب إفريقيا حتى ولو كان فوساتي أحرز 4 نقاط من ست فكانت النتيجة أن خسر ميتسو 12 من 12 والغريب أن هناك من يدافع عنه ....وعلى الجانب السعودي رضخ ناصر الجوهر بعد خسارة بيونغ يانغ وأعلن رحيله بناء على ضغوطات وسائل الإعلام فجاء البرتغالي بيسيرو الذي أصبح بطلاً بعد ملحمة طهران وكاد أن يصبح ضحية بعد موقعة الرياض التي خرج فيها الأخضر بصعوبة من الكمين الإماراتي .... حتى إيران دخلت خط الإندفاع بردود الأفعال غير المحسوبة وفنشت علي دائي فقط لأن المنتخب خسر أمام ( فخامة الرئيس ) .....
الطريف أن مسؤولي إتحادات كرة القدم وحتى من يفوقهم مسؤولية هم أكثر الناس سعادة عندما نبدأ نحن الإعلاميون ( بنتف ريش المدربين ) ووضع كل أوزارالخسارات والنتائج السلبية في سلتهم دون أن نتكلف عناء السؤال عن هوية ومسؤولية من جلب هؤلاء المدربين ومن فنش الذين من قبلهم وعن المعسكرات التدريبية والمباريات الإستعدادية التي وفرناها للمدربين وعن الدوريات التي نفتخر بأنها من الأفضل في القارة وهي بصراحة ( فشنك ) وهل فعلا يتحمل المدربون كل المصائب التي ( تتحدّف علينا ) من كل حدب وصوب ؟؟؟ ولماذا عند الإنجاز يكون رؤساء إتحادات كرة القدم هم من يتصدرون الإحتفالات ويبادرون للتصريحات ويتبروظون على الشاشات وهو ما قد يرى فيه الكيرون حقاً من حقوقهم وهذا أمر لن نشكك فيه ولكن أين هم عند الأخفاقات ؟؟ وهل يقبلون بتحمل مسؤولية الإخفاق كما تحملوا مسؤولية الإنجاز أم يرمونها على المدربين والظروف والإصابات وسوء الحظ وعدم التوفيق كما نسمع ونشاهد ونقرأ ؟؟